من هو عبد الغني قصاب الذي اعتقل في الشيخ بدر بريف طرطوس؟

في ظل تضارب الروايات حول هويته ودوره خلال السنوات الماضية، عاد اسم عبد الغني قصاب إلى الواجهة بعد إعلان قوى الأمن الداخلي التابعة للسلطة المؤقتة في سوريا “هيئة تحرير الشام” اعتقاله في ريف طرطوس، ضمن عملية قالت السلطات إنها استهدفت “مجموعة مسلّحة مرتبطة بفلول النظام البائد وجهات خارجية”.

اعتقال في الشيخ بدر

أعلنت وزارة الداخلية السورية أن الوحدات المختصة نفّذت عملية “نوعية” ليلة 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 في منطقة الشيخ بدر بريف طرطوس، عقب “تحرّيات ومتابعة ميدانية دقيقة”. وقالت الوزارة إن العملية أسفرت عن ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المتنوعة، والعثور على “مغارة” تضم مخزوناً من الأسلحة، إضافة إلى وثائق ومضبوطات رقمية.

وذكرت الإخبارية السورية أن العملية أدت إلى اعتقال 13 شخصاً، فيما أكدت وزارة الداخلية أن المجموعة “كانت تنشط في أكثر من منطقة بريف المحافظة”.

وقال العقيد عبد العال محمد عبد العال، قائد الأمن الداخلي في طرطوس، إن “التحقيقات الأولية أظهرت تورط أفراد المجموعة في تنفيذ أعمال عدائية واغتيال أكثر من عشرين مدنياً، والمشاركة في القتال ضمن ميليشيات طائفية مرتبطة بجهات خارجية”، مضيفاً أن أفرادها “شاركوا في عمليات تجنيد ممنهجة استهدفت الشباب والأطفال”.

وفي سياق العملية نفسها، أعلنت قوى الأمن الداخلي اعتقال عبد الغني قصاب واثنين من أبنائه في منطقة الشيخ بدر. ولم يُعرف ما إذا كان القصاب يقيم مع المجموعة أو كان متوارياً عنها، فيما قال أهالي قرية بنمرة حيث تمت المداهمة، إنهم “لم يشاهدوه من قبل”.

رواية تتهمه بالعمالة لإيران والنظام السابق

بحسب روايات متداولة بين سكان معرة مصرين في ريف إدلب، يُعرف القصاب بوصفه “أحد أبرز عملاء النظام السابق والممهدين لمشروع إيران”، ويُقال إنه “عمل مع المخابرات والإيرانيين قبل الثورة بنحو عشر سنوات”.

وتتحدث هذه الرواية عن حادثة أواخر 2011، حين “أُطلق الرصاص على المتظاهرين من داخل فيلا قصاب”، قبل أن يتدخل الجيش بـ“دبابات لإنقاذه ونقله إلى حلب”، حيث ظهر لاحقاً في برنامج تلفزيوني رسمي قُدّم فيه بوصفه “رجل دين سنياً معتدلاً استهدفته الجماعات الإرهابية”.

وتشير اتهامات أخرى إلى أنه أسس نشاطات دينية في حي الأعظمية بحلب تحت شعارات دينية عامة، قبل أن “يفصح تدريجياً عن ارتباطات فكرية لصالح التشيع”، وفق ما يرد في الرواية نفسها.

رواية مضادة: رجل دين مستقل

في المقابل، ينقل مصدر موثوق من الطائفة الشيعية رواية مختلفة، مؤكداً للمرصد السوري أن القصاب “رجل دين سني غير متشيع”، وأن علاقاته مع الإيرانيين في حلب “اقتصرت على الجوانب الدينية والثقافية دون تمويل أو دعم”.

وأضاف المصدر أن للقصاب “نشاطات دعوية وفرقة إنشاد ديني”، ووُصف بأنه “بعيد عن العنف”، مشيراً إلى أن علاقته بالنظام السابق “كانت متوترة”، وأن مديرية الأوقاف في حلب “ضيّقت على عمله”، بل و“اعتُقل عدد من تلامذته”.

كما يؤكد المصدر أن الاتهامات بحقه في سياق الحملة الحالية “لا تزال غير مثبتة”، وأنه “لم يكن ذراعاً أمنية أو سياسية لأي جهة”.

المجموعة المسلحة والمخاوف بين الأهالي

كشفت مصادر المرصد أن الأشخاص الـ13 الذين تم اعتقالهم في قرية بنمرة “كان قد جرى الإبلاغ عنهم للأمن العام”، وأنهم “لجؤوا إلى منطقة الشيخ بدر ذات الغالبية العلوية للاختباء بعد سقوط النظام”.

وذكرت المصادر أن المداهمة “رافقتها حالة ذعر بين السكان”، وسط مخاوف من “عمليات تصفية” في ظل عدم وضوح طبيعة التهم وخلفيات الأشخاص الموقوفين، ومن بينهم القصاب.

النسخة الإنكليزية: اضغط هنا

Scroll to Top