في 6 كانون الأول/ديسمبر 2025، شهدت مدينة صافيتا في ريف طرطوس غرب سوريا وهي منطقة معروفة بالتعايش بين العائلات العلوية والمسيحية انتشار منشورات تحريضية تحمل طابعًا طائفيًا، وموقَّعة باسم جهة تطلق على نفسها اسم “لواء أنصار السنة” أو “أنصار السنّة”.
واستهدفت المنشورات أبناء الطائفة العلوية والديانة المسيحية في صافيتا، واعتبرتهم فئات “لا يحق لها المشاركة” في الاحتفالات المزمع إقامتها، مستخدمةً خطابًا دينيًا تكفيريًا ضد هذه المكوّنات الدينية.
وأفادت المنشورات بأن أي محاولة من أبناء المكوّنات العلوية أو المسيحية للمشاركة في فعاليات عامة—خصوصًا الاحتفالات المرتقبة خلال الأيام القليلة القادمة، بما فيها احتفالات الذكرى الأولى لسقوط نظام البعث وفق ما ورد—ستُقابل بـ “عمليات استشهادية” وتفجيرات.
وتضمّنت المنشورات اقتباسات منسوبة إلى ابن تيمية تُستخدم في سياق تكفيري مباشر، وتصف أبناء هذه المكوّنات بأنهم “أكفر من اليهود والمشركين”، في محاولة لتبرير التهديدات والوعيد بالعنف.
وجرى توزيع هذه المنشورات في شوارع صافيتا، متضمّنة لغة تحريضية واضحة تُحرّض على استهداف المدنيين بسبب انتمائهم الديني، مع تأكيد الجهة الموقِّعة رفضها مشاركة ما وصفته بـ”النصيرية والنصارى” في أي احتفال عام، وتهديدها بأن أي مشاركة ستُقابل بعمليات “استشهادية”.
نص المنشور كما ورد
“بسم الله الرحمن الرحيم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في أهل الديانة النصيرية: هؤلاء قوم المسمون بالنصيرية – هم وسائر أصناف القرامطة الباطنيون – أكفر من اليهود، وهم أكفر بكثير من المشركين.
لهذا فنحن أحفاد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم (لواء أنصار السنة) لا نقبل مشاركة النصيرية والنصارى وسواهم من الطوائف الأخرى الباطنية في أفراحنا وانتصاراتنا ولا نقبل احتفالهم معنا بأي صورة.
لذلك أيها النصيرية والنصارى ستقابل احتفالكم بعمليات استشهادية والله خير الشاهدين.
لواء أنصار السنة”
وتأتي هذه الحادثة في ظل هشاشة الوضع الأمني العام في البلاد، وما تشهده من تصاعد خطاب الكراهية الطائفي على خلفيات سياسية ودينية، بما يعرض السكان المدنيين لمخاطر جدية وانتهاكات قد ترقى إلى التهديد باستخدام العنف الطائفي ضد فئات محددة.
English version: Click here










