شهدت مدينة حمص وسط سوريا، في 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، موجة من أعمال العنف على خلفية جريمة قتل وقعت صباح ذلك اليوم في بلدة زيدل جنوب المدينة، وأودت بحياة زوجين من الطائفة السنية ينتميان إلى قبيلة بني خالد، مع العثور على كتابات ذات طابع طائفي في موقع الجريمة.
ومع انتشار خبر الجريمة، تصاعد التوتر بشكل سريع، لتشهد المدينة هجمات مسلحة واسعة شارك فيها أفراد من قبيلة بني خالد ومجموعات من البدو، واستهدفت بشكل رئيسي أحياء ذات غالبية علوية.
وخلال مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم وزارة الداخلية في السلطة المؤقتة، نور الدين البابا، اليوم 3 كانون الأول/ديسمبر 2025 حول تفاصيل الجريمة التي وقعت في زيدل بتاريخ 23 من الشهر الماضي، أوضح أن التحقيقات قادت إلى تحديد هوية المشتبه به الرئيسي وتوقيفه وفق الأصول.
وقال المتحدث: «بعد توسيع دائرة الاشتباه والتحقيق، تم تحديد هوية المشتبه به الرئيسي وتوقيفه أصولًا، وتبيّن خلال التحقيق أن القاتل هو المدعو محمد الحميد بن خليفة، والدته ترفة، من مواليد عام 1999. وتبيّن أنه من متعاطي المواد المخدرة، ولا سيما مادة الكريستال ميث شديدة الخطورة، ويرتبط بالضحيتين بصلة قرابة مباشرة».
وأضاف: «أقدم الجاني على فعلته بدافع السرقة، مستغلًا قرابته ودخوله المعتاد إلى منزل الضحيتين، وبعد افتضاح أمره من قبلهما، قام بقتلهما بدمٍ بارد، ثم كتب عبارات طائفية بدماء الضحيتين في محاولة لتضليل العدالة، وأضرم النار في المكان لطمس الأدلة».
وتكشف تصريحات وزارة الداخلية حجم التأثير الخطير للمعلومات المضللة في تأجيج العنف في سوريا، في ظل الانتشار الواسع لخطاب الكراهية على منصات التواصل ووسائل الإعلام غير الموثوقة. كما تبرز هذه الحادثة كيف يمكن لاستغلال البعد الطائفي عبر تلفيق الروايات أو ترويج اتهامات غير دقيقة أن يحوّل حادثة جنائية إلى شرارة لعنف جماعي يهدد السلم الأهلي ويعمّق الانقسامات الاجتماعية.
ويُذكر أن عدة مدن سورية شهدت، يوم الجمعة 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، مظاهرات لأنصار السلطة المؤقتة «هيئة تحرير الشام»، تخللتها شعارات تحريضية وخطاب كراهية وشتائم بحق عدد من المكوّنات السورية.
وأظهرت مقاطع متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي متظاهرين من أنصار السلطة في مدينة منبج شمالي سوريا، وهم يرفعون صندوق تلميع أحذية وسط هتافات «بويا بويا»، وهي عبارة تحقيرية تُستخدم بحق الأكراد في خطاب الكراهية المنتشر على المنصّات الرقمية.
وفي مدينة حمص، ردّد متظاهرون من أنصار السلطة شتائم بحق أبناء الطائفة العلوية.
وجاءت هذه التظاهرات عقب دعوة رئيس السلطة المؤقتة في سوريا، أحمد الشرع المعروف باسم «أبو محمد الجولاني»، السوريين إلى النزول إلى الساحات والميادين بمناسبة الذكرى الأولى لما يُعرف بـ«معركة ردع العدوان». غير أن نشطاء أرجعوا أسباب هذه الدعوة إلى موجة المظاهرات السلمية الواسعة التي شهدها الساحل السوري ووسط البلاد يوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 في 42 موقعًا، استجابة لدعوة الشيخ غزال غزال، وتركزت في مناطق ذات غالبية علوية، للمطالبة بوقف القتل والاعتقال القسري، والإفراج عن المعتقلين، واعتماد نظام فيدرالي.
مقتل زوجين من الطائفة السنية في زيدل بريف حمص وتصاعد التوتر الطائفي في مدينة حمص
اقتحام الأحياء العلوية في حمص وأنباء عن قتلى وجرحى من المدنيين
اقتحام الأحياء العلوية في حمص وأنباء عن قتلى وجرحى من المدنيين
تظاهرات في غرب سوريا تندّد بالعنف ضد الطائفة العلوية وتطالب بالنظام الفيدرالي
مظاهرات لأنصار السلطة المؤقتة تتضمن خطاب كراهية وشتائم بحق مكوّنات سورية
English version: Click here










