انقطع الاتصال بالسيد جدعان خضر وزوجته بنية الجزار، وهما من أبناء الطائفة الدرزية في بلدة الثعلة بريف السويداء جنوبي سوريا بتاريخ 17 تموز/يوليو 2025، وذلك عقب أحداث العنف التي شهدتها محافظة السويداء، لاحقاً، جرى تحرير خمسة مختطفين من أبناء المنطقة في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، ما كشف عن معلومات مؤكدة تتعلق بمصير الزوجين.
وفق شهادات المختطفين المُفرج عنهم، وهُم من سكان بلدة الثعلة، فقد قُتل الزوجان المسنّان بعملية إعدام ميدانية أمام منزلهما. وقد أكّد المفرج عنهم أن الجريمة ارتُكبت في الأيام الأولى لاقتحام البلدة، في حين بقي ذوو الضحيتين يأملون بوجودهما على قيد الحياة، أو باحتمال اختطافهما مع المدنيين الخمسة الآخرين، قبل أن تثبت الوقائع عكس ذلك.
بلغ عدد القتلى في البلدة بحسب وسائل إعلام محلية خلال أحداث العنف التي شهدتها السويداء في تموز الماضي نحو سبعين شخصاً، ما يعطي صورة عن عنف الأحداث التي شهدتها الثعلة.
لم يغادر الزوجان خضر والجزار منزلهما خلال دخول القوات التي سيطرت على البلدة وتمركز عناصر الأمن العام التابع لـــ”هيئة تحرير الشام” فيها. وخلافاً للخمسة الذين اختُطفوا لاحقاً، ظلّ الزوجان في منزلهما حتى لحظة إعدامهما، وفق ما أورده المفرج عنهم.
أما المختطفون الخمسة، فكانوا قد نُقلوا إلى بلدة المسيفرة في ريف درعا الشرقي، واحتُجزوا هناك منذ منتصف تموز/يوليو 2025، بينهم ثلاث سيدات وشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة فيما طالبت الجهة الخاطفة فدية مالية مقابل إطلاق سراحهم.
عملية الإفراج عن المختطفين
في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، أعلنت وزارة الداخلية للسلطات المؤقتة “هيئة تحرير الشام” تنفيذ عملية في بلدة المسيفرة، أدت إلى تحرير المختطفين الخمسة وإلقاء القبض على أحد المتورطين في عملية الخطف.
ونشرت الوزارة صورة للمتورط الموقوف مموّه الوجه، وذكرت أنه يُدعى “م.أ”، وأنه احتجز الضحايا لأربعة أشهر “بهدف الابتزاز المالي”. كما أكدت أنه أُحيل إلى القضاء المختص، وأن الجهات الأمنية تواصل ملاحقة باقي المتورطين.
المختطفون المُفرج عنهم هم: إلهام أبو زين الدين، رافي حبيب (من ذوي الاحتياجات الخاصة)، طلال ذيب، ريم ذيب، محمودة قريشة.
وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء (التابع للسلطة المؤقتة)، العميد حسام الطحان، إن العملية جاءت بعد “متابعة ميدانية دقيقة وأعمال رصد وتحريات مكثّفة”، وأسفرت عن “القبض على متزعم العصابة”، مؤكداً استمرار ملاحقة بقية المتورطين.
وأضاف أن المختطفين “نُقلوا إلى مكان آمن لتلقي الرعاية الصحية والنفسية اللازمة تمهيداً لإعادتهم إلى ذويهم”، مشيراً إلى التزام قوى الأمن الداخلي بـ”تعزيز الأمن العام وحماية المواطنين وملاحقة كل من يهدد سلامتهم”.
وتأتي هذه الحوادث في ظل حالة من الاضطراب الأمني وحملات التحريض وخطاب الكراهية التي استهدفت ابناء الطائفة الدرزية.
وفي تموز 2025 شهدت محافظة السويداء جنوبي سوريا أعمال عنف أدت إلى وقوع جرائم جسيمة (قتل، خطف، اغتصاب، حرق ممتلكات، إهانة الكرامة الإنسانية..”. وقد شهدت بلدة الثعلة خلال تلك الأحداث انتهاكات واسعة النطاق، أبرزها عمليات قتل ميداني واختطاف مدنيين بهدف الابتزاز، ما زاد من مخاوف السكان المحليين، ولا سيما أبناء الطائفة الدرزية في المنطقة.
English version: Click here













