فرضت قوات السلطة المؤقتة حصارًا مشددًا على حيي الشيخ مقصود والأشرفية، ذوي الغالبية السكانية الكردية في مدينة حلب شمال سوريا، تخلله منع حركة المدنيين، وقطع الإمدادات الأساسية، وانقطاع خدمات الاتصالات، إلى جانب هجمات عسكرية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين وإلحاق أضرار واسعة بالممتلكات.
وأظهرت مشاهد مصورة بتاريخ 23 كانون الأول/ديسمبر 2025 قيام قوات السلطة المؤقتة “هيئة تحرير الشام” بمنع دخول المدنيين إلى حيي الشيخ مقصود والأشرفية، فيما أفادت مصادر من داخل حي الشيخ مقصود أن قوات السلطة المؤقتة تسمح فقط بخروج السكان دون تمكينهم من العودة مع استمرار منع إدخال مواد الطاقة، ولا سيما المازوت والبنزين اللازمين لتشغيل مولدات الكهرباء، إضافة إلى منع دخول المواد الأساسية.
كما أكدت المصادر قطع خدمة الإنترنت والاتصالات عن الحيين. ووفق محادثات ضمن مجموعة “واتس آب” حكومية خاصة بتاريخ 22 كانون الأول/ديسمبر 2025، حصلت عليها “رايتس ومونيتور سوريا”، وتضم مسؤولين عن الاتصالات في مدينة حلب، جرى التأكيد على إجبار أصحاب توزيع خدمات الإنترنت الخاصة على قطع الإنترنت، مع التهديد بفرض عقوبات بحق المخالفين.
وبتاريخ 22 كانون الأول/ديسمبر 2025 نفذت قوات السلطة المؤقتة هجمات عسكرية استهدفت حيي الشيخ مقصود والأشرفية، باستخدام الأسلحة الثقيلة والمدفعية وقذائف الهاون، ما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين.
أسفرت الهجمات عن مقتل المواطنة فدوى محمد الكردي (57 عامًا)، إضافة إلى إصابة 19 مدنيًا، بينهم أطفال ونساء.
وأظهرت صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي آثار الدمار الذي لحق بمنازل المدنيين والمحال التجارية نتيجة القصف الذي طال الحيين مساء ذلك اليوم.
وقعت الهجمات في ظل اشتباكات عنيفة في محيط الحيين بين قوى الأمن الداخلي الكردية ومسلحي السلطة المؤقتة، واستمر القصف بشكل متكرر، ما فاقم الأوضاع الإنسانية ورفع أعداد الجرحى. وتزامن ذلك مع تداول تسجيل مصور لشيخ دين موالٍ للسلطة المؤقتة دعا فيه إلى النفير العام ضد القوات الكردية في حلب، متضمنًا عبارات تندرج ضمن خطاب الكراهية.
كما أظهرت مشاهد إعلامية مسلحين من قوات السلطة المؤقتة وهم يوجهون فوهات المدفعية نحو حيي الشيخ مقصود والأشرفية، إضافة إلى بث مشاهد تشير إلى انطلاق قذائف الأسلحة الثقيلة باتجاه الحيين.
في ساعات متأخرة من مساء 22 كانون الأول/ديسمبر 2025، توصلت القوات الكردية وقوات السلطة المؤقتة إلى هدنة، توقفت بموجبها الأعمال القتالية والقصف، مع بقاء الوضع الميداني حذرًا.
ويأتي هذا الهجوم في إطار حصار مستمر تفرضه السلطات المؤقتة على حيي الشيخ مقصود والأشرفية منذ أيلول/سبتمبر 2025، شمل منع إدخال المواد الأساسية، ولا سيما المحروقات ومواد البناء، إلى جانب فرض حواجز طيّارة وإجراءات تفتيش مشددة وتضييق على تنقل السكان الكرد إلى أحياء مدينة حلب الأخرى.
ويعكس هذا السياق نمطًا متواصلًا من الانتهاكات التي تمس حقوق المدنيين الأساسية، وفي مقدمتها الحق في الحياة والأمان، وحرية التنقل، والحصول على الاحتياجات الأساسية، وسط مطالبات أهالي الحيين بتحمل الجهات المعنية مسؤولياتها القانونية والإنسانية ورفع الحصار ووقف جميع أشكال الهجمات والانتهاكات بحق السكان المدنيين.
English version: Click here












