بتاريخ 22 كانون الأول/ديسمبر 2025، أُصيب عدد من المدنيين جراء هجوم نفذته قوات السلطة المؤقتة التابعة لـ«هيئة تحرير الشام» على حيي الشيخ مقصود والأشرفية، ذوي الغالبية السكانية الكردية، في مدينة حلب شمال سوريا.
أسفر الهجوم عن إصابة ثلاثة مدنيين، هم طفلة تُدعى آيدل تبلغ من العمر ثماني سنوات، إضافة إلى عبد الحميد حنان إسماعيل، وابنه حنان عبد الحميد البالغ من العمر 20 عاماً. ينتمي الضحايا إلى السكان المدنيين من المكون الكردي في الحيين المستهدفين.
جاءت الإصابات في سياق هجوم عنيف شنّته قوات السلطة المؤقتة على الحيين، تزامناً مع اشتباكات عنيفة في محيط الشيخ مقصود والأشرفية بين قوى الأمن الداخلي “الكردية” ومسلحي السلطة المؤقتة. رافق ذلك قصف مكثف بالأسلحة الثقيلة والمدفعية وقذائف الهاون استهدف منازل المدنيين داخل الحيين، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف السكان وإلحاق أضرار بالممتلكات.
كما شهد الطرف الغربي لحيي الشيخ مقصود والأشرفية هجوماً نفذته عناصر تابعة لوزارة الدفاع في الحكومة الانتقالية على أحد الحواجز المشتركة، في إطار التصعيد العسكري المتواصل في المنطقة. وأسفر هذا الوضع الأمني عن حركة نزوح من الحيين باتجاه أحياء أخرى مجاورة، خوفاً من استمرار القصف وتدهور الأوضاع الإنسانية.
وتشهد أحياء الشيخ مقصود والأشرفية حصاراً مشدداً تفرضه السلطات المؤقتة في سوريا منذ أيلول/سبتمبر 2025، تمثل بمنع إدخال المواد الأساسية، ولا سيما المحروقات وخصوصاً مادة المازوت، إضافة إلى مواد البناء. وترافق الحصار مع نصب حواجز طيّارة في محيط حي الشيخ مقصود، وفرض إجراءات تفتيش وتضييق إضافية على السكان الكرد أثناء تنقلهم إلى أحياء حلب الأخرى، خارج الأطر الأمنية الرسمية.
ويأتي الهجوم الأخير في سياق هذا الحصار المستمر منذ أشهر، والذي يتسم بسياسات تقييد الإمدادات الأساسية والتضييق الأمني، ما انعكس بشكل مباشر على حياة المدنيين وحقوقهم الأساسية. ويعتبر سكان الحيين أن هذه الممارسات تمثل تصعيداً خطيراً يهدد أمنهم وسلامتهم، ويعمّق الأزمة الإنسانية في ظل غياب المساءلة والرقابة القانونية.
ويحمّل الأهالي في الأحياء المتضررة الجهات المعنية المسؤولية القانونية والإنسانية عما يجري، مطالبين برفع الحصار فوراً، ووقف الهجمات والانتهاكات التي تمس كرامة المدنيين وحقهم في الحياة الآمنة والتنقل وتوفير الاحتياجات الأساسية.
English version: Click here









